هاشتاغ “#مراكش_تختنق” يغزو مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب

“مراكش_تختنق” هاشتاغ انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على ما وُصف بالوضع الكارثي الذي تعرفه المؤسسات الاستشفائية بمدينة مراكش وسط المغرب بسبب الضغط الكبير الذي سببه تزايد عدد إصابات كورونا.

رواد العالم الافتراضي طالبوا باتخاذ إجراءات استعجالية لانقاذ أرواح المرضى بعد أن أصبحت المستشفيات عاجزة عن استيعاب أعدادهم الكبيرة وتوفير العلاج لهم، حيث تم نشر بعض الصور للمرضى وهم يفترشون الأرض.

وحسب إحصائيات رسمية، فقد تم تسجيل 240 حالة مؤكدة بفيروس “كورونا”، خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع الحصيلة التراكمية لعدد الإصابات بجهة مراكش آسفي إلى 7439 حالة، فيما تشير مصادر إعلامية إلى أصيبإصابة أزيد من 76 إطارا صحيا بمدينة مراكش وحدها.

ارتفاع عدد الإصابات في المملكة

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت، أمس الأربعاء، في تحديثها اليومي للوضعية الوبائية عن تسجيل 1510 إصابات جديدة بـ”كورونا” خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد الحالات المصابة بالمملكة إلى 46313.

وأوضحت الوزارة أنه تم تسجيل 29 حالة وفاة ليرتفع بذلك عدد الوفيات إلى 743، بمعدل الفتك بلغ 1.6 بالمائة.

وأشار المصدر ذاته، إلى أنه تعافى من المرض 574 مصابا، ليصبح العدد الإجمالي للمتعافين 31576 حالة، مضيفا أن نسبة التعافي بلغت 68 بالمائة.

نداءات

كما أطلق نشطاء نداء لدعوة أطباء وممرضين متطوعين إلى الانضمام للطاقم الطبي بالمستشفى الجامعي ومستشفيات مدينة مراكش بسبب الضغط الكبير الذي تشهده هذه الأخيرة.

رئيس قسم التخدير والإنعاش بالمستشفى الجامعي بمراكش أحمد غسان الأديب، اطلق نداء عبر صفحته بموقع “فايسبوك”، حذر فيه من خطورة تطور الوضع الوبائي المرتبط بفيروس كورونا والنقص الحاد في الأوكسجين.

وشدد الأديب على أن “التحدي يكمن في توفير الموارد البشرية للعمل بشكل صحيح وإنقاذ أكبر عدد من أرواح مواطنينا”، داعيا الأطر الطبية سواء في القطاع العام أو الخاص في جميع التخصصات “ممرضين، طلاب الطب..” الراغبين في التطوع إلى التواصل معه.

قلق شديد في صفوف الأطباء

عبرت جمعية الأطباء المقيمين بمراكش عن قلقلها الشديد من تطور وباء كورونا المستجد داخل المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، جراء تنامي إصابة الأطر الصحية بهذا الفيروس.

واستغربت الجمعية في بيان لها رد فعل الإدارة المتسم بـ”الاستهتار و اللامبالاة”، والمتجلي في تأخر التكفل بهذه الحالات باستثناء بعض المبادرات الفردية.

المصدر ذاته طالب الإدارة بتحديد مسار واضح لكوفيد19 وغير كوفيد19، مع نظام فرز دقيق وذلك لتفادي اختلاط المرضى وتعريض المرتفقين والأطر الصحية لخطر العدوى، بالإضافة إلى العمل بنظام المناوبة مع العدد الأدنى الضروري من الأطر لتوفير شروط التباعد وكذا تفادي إرهاق الأطر السليمة المرابطة المتبقية.

وشدد الأطباء عبر بيانهم على أهمية مضاعفة عدد الفرق البيولوجية المؤهلة للقيام باختبارات كوفيد19 وتخفيف العبء على الفرق العاملة بهذه المصلحة التي تعمل بأضعاف طاقتها منذ أكثر من أربعة أشهر دون توقف.

ودعت جمعية الأطباء المقيمين الجهات الوصية إلى توفير الاستشفاء والعلاج لكل الأطر المصابة وجعلها أولوية نظرا للتضحيات التي تقدمها لمكافحة هذا الوباء والمطالبة بجعل مرض كوفيد19 ضمن الأمراض المهنية.

جريمة

من جانبه اعتبر النائب البرلماني هشام صابر عن حزب الأصالة والمعاصرة المغربي اتخاذ المصحات الخاصة موقف المتفرج “أمام اجتياح كورونا لصحة المواطنين بمراكش وطنجة حسب تقديري جريمة في حق الوطن”.

وشدد البرلماني المغربي ذاته عبر تدوينة لع على حسابه بالفيسبوك على ضرورة وضع المصحات الخاصة رهن إشارة الصحة العمومية.

الحكومة تتحرك

ودفعت الوضعية الوبائية المقلقة في مدينة مراكش رئيس الحكومة إلى إرسال لجنة وزارية الثلاثاء الماضي، قصد الاطلاع بشكل ميداني على الحالة الصحية بالمشافي المخصصة لعلاج المصابين بمرض “كوفيد-19″، ثم إعداد تقرير شامل لتتضح الرؤية بشكل جيد.

كما حل أمس الأربعاء وزير الصحة المغربي خالد أيت الطالب بمدينة مراكش، حيث عقد لقاء موسع مع والي جهة مراكش آسفى ومسؤولية قطاع الصحة بالجهة.

وذكرت مصادر إعلامية نقلا عن مصادرها المطلعة أن أكدت مصادر مطلعة لجريدة العمق أن وزير الصحة خالد آيت الطالب وخلال حديثه مع مسؤولين بمراكش أشار إلى قرار إنشاء ما سمي “مستشفى ميداني” بالمدينة.

وأضافت المصادر أن الأمر يتعلق بـ”بناء خيمات” على حد تعبير الوزير، في باحة الفضاء الداخلي لمستشفى ابن طفيل بمراكش.

وكان العديد من الهيئات السياسية والمدنية والحقوقية بمدينة مراكش قد طالبت في وقت سابق بإنشاء مستشفيات ميدانية بسبب “الحالة المزرية” التي أصبحت عليها الوضعية الصحية بالمدينة.