كورونا تضاعف طلب التونسيين على الأعشاب الطبية لتقوية المناعة

بات فيروس كورونا المستجد، يشكل هاجس كبير لدى الكثير من سكان العالم لاسيما مع سعة انتشاره. ما دفع الناس لتجربة كل وسيلة ومادة ممكنة لتجنب الإصابة به.
ففي تونس يلجأ الناس إلى وصفات الجدات ويتهافتون على سوق العطارين لشراء الأعشاب الطبية بهدف “وقاية” أنفسهم.
الشيح والقرنقل والثوم..سلاح ضد كورونا
تحولت عدسة سكونك إلي المدينة العتيقة ، حيث بدت هذا الصباح أزقتها المرصوفة أقل ازدحاما مقارنة بالأيام السابقة، فقد غيرت موجة فيروس كورونا الثانية والأكثر حدة من سابقتها بعضا من سلوك التونسيين وعاداتهم.
لكن ورغم ذلك، مازلت ترى طوابير المواطنين وعلى وجوهم ألوان وأشكال مختلفة من أقنعة الحماية، أمام محلات بيع الأعشاب الطبية بالمدينة العتيقة بتونس، و المعروف بسوق البلاط، الذي يمكن الاستدلال إليه من خلال الروائح العطرية المنبعثة منه وأكشاكه المميزة ، حيث تصطف قوارير وحزم من النباتات المختلفة.

ويحدثنا رامي صاحب محل لبيع التوابل والأعشاب حيث، يشهد محله من الصباح الباكر إقبال مئات الناس للشراء.
فأكد أن الشعب التونسي يستخدم الأعشاب منذ وقت طويل لعلاج العديد من الأمراض وخاصة نزلات البرد التي تبدأ مع فصل الخريف.
كما أضاف أن ارتفاع أسعار الأدوية جعل التونسيين يلجؤون إلى الأعشاب الطبية مثل الشيح الكركم، عود القرنفل، الشيح، الإكليل والزعتر لمعالجة فيروس كورونا كوفيد-19.
حيث يتم تحولها إلى منقوع مغلي من الأعشاب الطبية أو تستعمل بخورا داخل المنزل لطرد الفيروسات من الهواء.
وأفاد رامي بأن الموجة الأولى للفيروس زادت الطلب على الثوم، الذي ارتفعت أسعاره آنذاك، بينما تكثر الطلبات هذه الأيام على عود القرنفل والزنجبيل.
وأضاف محدثنا “خبرتي لم تكن كبيرة في مجال الأعشاب وبعد التعامل اليومي مع مزودي الإكليل والشيح وعود قرنفل توفرت لدي بعض المعطيات”.
أمام كشك لبيع إكليل الجبل والزنجبيل ، تسأل احلام “أريد نباتات لتعقيم المنزل وأخرى يمكن تناولها كمشروب”. وتؤكد أن “الهدف حماية أنفسنا لا أكثر ولا أقل خصوصا أنه ليس هناك أدوية لمكافحة هذا الفيروس”.

ويعتبر عمر صاحب محل لبيع الأعشاب الطبية بالمدينة العتيقة أن “التونسيين يحبون كل شيء تقليدي وطبيعي.” ويقول “يطلب الناس أعشابا لتحضير خلطات طبيعية في المنزل مثل الزعتر والزنجبيل وكلها تعتبر جيدة جدا لتقوية الجهاز المناعي ومكافحة الفيروسات”.
وينصح هذا الرجل زبائنه بتعطير منازلهم بالحرمل، وهو نبات متواجد بكثرة، ويُزعم أنه يطهر حتى ضد فيروس كورونا المستجد رغم أن ليس ثمة إثبات على ذلك.

وأمام محل الأعشاب والتوابل تقول ضحى، و قد جاءت تبحث عن الزنجبيل وعود القرنفل وتعتبرهما ضروريان في البيت لتقوية مناعة أفراد العائلة.
أما راضية ، فعلقت أن سعر الأدوية أصبح باهضا لذلك تقاوم هي وعائلتها الإنفلونزا الموسمية بالشيح والإكليل والزعتر تحولها إلى منقوع “.
اللبلابي لتقوية المناعة
لكل بلد طعامه التقليدي الذي عرف واشتهر به، وتزخر البلاد التونسية بتراث غذائي متنوع، ويجعل من التراث التونسي غير مقتصر على المعمار والفن بل يشمل أيضًا الأكلة التونسية .
ولكل فصل في تونس أكلته التي تميزه وتتماشى مع خصوصياته، ففي الشتاء تبرز أكلة “اللبلابي” التي تنتشر في كامل أنحاء البلاد، مع انخفاض درجات الحرارة وبرودة الطقس وذلك لزيادة المناعة.
فبمجرد تناولها يشعر الإنسان في فصل الشتاء بالدفء، فضلاً عن أنها تقي جسمه من نزلات البرد، ففي أيام الشتاء الباردة لا يتسلح التونسيون بالملابس السميكة والأغطية الثقيلة فقط، بل يتسلحون أيضًا باللبلابي الذي يضخ السعرات الحرارية ويرفع حرارة الجسم.

يتكون طبق اللبلابي الذي يشجع الطقس البارد على تناوله، من الحمص المسلوق والهريسة (أحد التوابل الأكثر شعبية في تونس، مصنوعة من الفلفل الأحمر والثوم والكمون والملح والبهارات) ومرق “الهرقمة” (سيقان البقرة)، والكمون والملح والبهارات والبيض وزيت الزيتون، وهي مكونات تسكب كلها فوق الخبز المفتت الذي عادة ما يكون خبزًا قديماً.

وما لم يتم التوصل إلى دواء فعل للوقاية من فيروس كورونا وشفاء المصابين، سيلجأ الناس سواء في تونس أو أي بلد آخر إلى كل الوسائل والمواد الطبيعية وغير الطبيعية الممكنة، لتجنب خطر هذا الفيروس الذي أودى بحياة الآلاف حول العالم حتى الآن.
جيهان غديرة