لم أصدق نفسي .. شعرت أنني في حلم أو ربما كابوس فظيع .. أين ذهبت القلعة ؟ من هدم التاريخ ؟ هل يعقل أن تختفي قلعة توميليلا هكذا فجأة ؟
كان هذا شعوري عندما ذهبت لرؤية حلمي القديم لرؤية التاريخ الذي ننحني أمامه ونفتخر به ونسعي لبعثه من جديد .
لم استطع التحرك فجلست علي ما تبقي من أطلال القلعة scanvillan وهى من أهم المبانى الأصيلة فى السويد مقرها بتوميليلا ” kommunhuset i tomelilla , ‘sweden .
عادت بي الذاكرة لسنوات عندما اشتريت القلعة من المحافظة ، وقمت بعمل تصميمات لواحد من أهم المشروعات السياحية والتراثية ،كلفني وقتها نحو ٢٠٠ الف كرونا ، ثم بعد ذلك تطلب المحافظة سحب قرار البيع وتطلب تنازلي عنها بزعم أنها ستكون محطة قطارات .. ساعتها لم ابخل عن بلدي السويد وموطني وافقت فورا ؛لانها ستكون خدمة لشعب السويد العظيم ، كما انه قطعا سيتم الحفاظ عليها وترميمها .
مرت السنوات ولم يغب الحلم عن مخيلتي ، ثم فجاة تهاوت كل الآمال وتحطمت علي صخرة الواقع الفاسد والتواطئ ، إذ تعرضت القلعة لمؤامرة كبيرة حيث تم حرقها ،ثم بيعها لشركة مجاورة أرادت أن تتوسع ، سألت نفسي ، لماذا لم يتم ارجاع الحق لاصحابه وأعادت المحافظة ملكية الأرض التى كانت ملكي ؟
الم تهتم المحافظة بما تعرضت له من ضرر مادي ومعنوي كبير .. لماذا لم تفتح المحافظة تحقيقا في حريق القلعة ولماذا لم تفكر فى ترميمها بدلا من إزالتها من الوجود .
انها مأساة كبيرة وضياع للتاريخ الذي هو اساس وجودنا ، وهو ما عبرت عنه خلال مداخلتي مع قناة بي بي سي العربية والتي تعد من اشهر القنوات العالمية ،كم كنت حزينا ، بل غاضبا اشد الغضب وأنا أري هذا الحلم ينتهي بكابوس فظيع ،ولكنه للأسف واقع ما زلت اتذكر كل تفاصيل المكان مساحته وتبلغ البالغة نحو ٣٣٠٠ متر مربع عليها مباني بمساحة ٥٣٣ متر مربع اضافة ل١٤٠ متر مربع مساحة امامها .
يضم الطابق الاول ٧ غرف ويضم الطابق الثاني ٦ غرف ، كل التفاصيل والملامح ما زلت اذكرها ، لكنني الآن أقف علي اطلال ، بل لا شئ مجرد ارض كانت فيها قلعة تاريخية ، محاها الظلم من الوجود بثمن بخس للاسف