رواية أثارت الجدل.. عمرو سعد يستعد لتحويل “أولاد حارتنا” لعمل درامي

آية نصر الدين – القاهرة
أعلن الفنان المصري عمرو سعد عزمه شراء حقوق الملكية لرواية “أولاد حارتنا” للأديب العالمي نجيب محفوظ، وهى الرواية المثيرة للجدل والملقبة إعلاميًا بالرواية المحرمة، وذلك بعد سنوات من منعها وتحريمها.
وبحسب ما صرح به “سعد” في مداخلة هاتفية لبرنامج الإعلامي خيري رمضان، فسيعمل على تقديمها من خلال عمل درامي بالتعاون مع إحدى المنصات العالمية والتي لم يعلن عنها حتى الآن، ومن المرجح أن تخرج إلى الجمهور من خلال سلسلة أفلام سينمائية قد تصل إلى خمسة أجزاء نظرًا لطول الرواية.
وتعرض الرواية تطور حياة أبناء وأحفاد “أدهم”، من خلال خمسة فصول يذكر فيها الشخصيات التي أعتقد البعض أنها ترمز إلى الأنبياء.
وستستغرق مدة الإعداد لهذا المشروع الدرامي حوالي سنتين، ومن المتوقع الإعلان الرسمي عن بداية تنفيذ الرواية من خلال مؤتمر صحفي في غضون شهرين من الآن.
كما كشف عمرو سعد عن شراءه حقوق عمل آخر لنجيب محفوظ، إلا أنه أصر على الاحتفاظ بسرية التفاصيل، وكذلك مجموعة من القصص القصيرة للأديب العالمى، وأعتبر الشروع في هذا العمل مشروعاً قوميًا.
وقال عمرو إن الأعمال المخطط لإنتاجها لن تقتصر بطولتها عليه فقط، بل سيشاركه زملاءه أدوار البطولة، مؤكدًا: “هناك من هم أنسب منى لأدوار كثيرة، وسأتواجد كممثل ومنتج.”
رواية “أولاد حارتنا” كانت إحدى المؤلفات التي تسببت في منح نجيب محفوظ جائزة نوبل للأدب عام 1988، وذهب البعض إلى أنه حاز نوبل لجرأته على الذات الإلهية في هذه الرواية.
وأثارت الرواية جدلا واسعا منذ نشرها مسلسلة على صفحات جريدة الأهرام المصرية، وهوجمت الرواية من قبل شيوخ الأزهر وطالبوا بوقف نشرها، ولكن محمد حسنين هيكل، رئيس تحرير الأهرام حينها، ساند نجيب محفوظ ورفض وقف نشرها، وتم نشر الرواية كاملة على صفحات الأهرام.
وصدرت لأول مرة في كتاب عن دار الآداب ببيروت عام 1962 ولم يتم نشرها في مصر حتى أواخر عام 2006 عن دار الشروق.
وتعد أول رواية كتبها محفوظ بعد ثورة يوليو حيث توقف الأديب العالمي عن الكتابة الأدبية وعمل كاتب سيناريو لمدة خمس سنوات بعد الثورة حتى عاد للكتابة الروائية بعد أن رأى انحراف الثورة عن مسارها، فكتب أولاد حارتنا التي انتهج فيها أسلوبا رمزيا يختلف عن أسلوبه الواقعي، فكانت نقد غير مباشر لبعض ممارسات الثورة وتذكيراً لقادتها بغاية الثورة الأساسية .
كُفّرَ نجيب محفوظ بسبب هذه الرواية، واتهم بالإلحاد والزندقة، وأُخرج عن الملة، حتى أن التكفيري عمر عبد الرحمن قال: “نجيب محفوظ مؤلف أولاد حارتنا مرتد وكل مرتد لا بد أن يقتل”، ويعتقد البعض أن لهذا التصريح علاقة مباشرة مع محاولة اغتيال محفوظ في أكتوبر 1994.
تمت عدة محاولات لنشر الرواية بعد فوز محفوظ بجائزة نوبل، لكنه عارض النشر وأعلن أنه لن يوافق على نشرها إلا بعد حصوله على موافقة الأزهر، وقد صدرت أولاد حارتنا كاملة بعد أيام من الحادث في عدد خاص من “الأهالي” يوم الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 1994، وأعلن أنه نفد بالكامل.
وتدور أحداث الرواية حول “الجبلاوي” الذي قرر تسليم شئون أرضه الوقف لابنه، وتبدأ الكارثة عندما تنشأ رغبة جشعة للسيطرة على الأرض الممنوحة، وتعيد القصة إنشاء التاريخ المترابط للديانات الإبراهيمية التوحيدية الثلاثة، بل وادعى النقاد أن الجبلاوي يمثل الله، ورفض محفوظ ذلك قائلاً إنه “لا شيء يمكن أن يمثل الله، الله ليس مثل أي شيء آخر.. الله عظيم”.
وتسرد الرواية قصص آدم (أدهم) وكيف فضله الجبلاوي على أبناءه، بما في ذلك الشيطان الأكبر / إبليس (إدريس)،وفي الأجيال اللاحقة يسترجع الأبطال حياة موسى (جبل) وعيسى (رفاعة) ومحمد (قاسم). ويأتي بطل القسم الخامس من الكتاب (عرفة) الذي يرمز إلى العلم الحديث.
وترجمت رواية أولاد حارتنا لعدة لغات منها على سبيل المثال الفرنسية والإنجليزية، وكانت موضوعًا للعديد من الدراسات العلمية في دول العالم المختلفة، كما تحولت الرواية إلى مسلسل إذاعي من إنتاج إذاعة صوت العرب.