تونس: إقالة وزير الثقافة بعد رفضه القيود على الأنشطة الثقافية

أعلن رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، إقالة وزير الثقافة، وليد الزيدي، إثر خلاف بشأن التدابير المرتبطة بالقيود على الأنشطة الثقافية بسبب وباء كورونا، وذلك بعد شهر على توليه المنصب.
ونشرت رئاسة الحكومة بياناً تضمن قرار الإقالة مع تكليف وزير السياحة، الحبيب عمار، بالمنصب بالنيابة.
وهذه أول إقالة في حكومة التكنوقراط منذ توليها مهامها في بداية سبتمبر (أيلول) الماضي بعد استقالة حكومة إلياس الفخفاخ.
وقد جاء قرار الإقالة بعد ساعات من رفض وزير الثقافة المعفي وليد الزيدي تنفيذ قرار رئيس الحكومة، حظر التظاهرات الثقافية في إطار إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وقال الزيدي في مقطع فيديو عقب مشاركته في وقفة احتجاجية نظمها فنانون تونسيون للتنديد بقرار المشيشي.
إن وزارته هي “وزارة الشؤون الثقافية وليست وزارة تنفيذ بلاغات الحكومة، ولم تصدر أي بلاغ يعلن عن منع الأنشطة الثقافية”، وهو التصريح الذي عرضه لانتقادات شديدة .
واعتبر بمثابة تمرد على قرارات الدولة. التي وعجّل بفتح باب الإقالته من حكومة المشيشي وكانت البداية بوزير الشؤون الثقافية وليدي الزيدي الذي اتسمت علاقته بالمشيشي بالاهتزاز منذ بدايتها.
يشار إلى أن الزيدي هو أول تونسي من ذوي الاحتياجات الخاصة يتولى منصبا في حكومة تونسية، وهي الخطوة التي أثارت ردود أفعال عدة في البلاد، بين مثمنين لإشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في مناصب عليا بالدولة، وبين مشككين في قدرته على تحمّل مسؤولية واحدة من أهمّ الوزارات في البلاد.
و تعتبر هذه ثاني قرار إقالة يصدرها المشيشي بحق وزير الثقافة الكفيف، وكان القرار الأول صدر مباشرة عقب ترشيحه للمنصب في أغسطس (آب)، بعد أن صرح الزيدي بأنه “متعفف عن المنصب”، وعلق لاحقاً بأنه لم يكن يقصد من وراء ذلك الاستقالة.
كما أن الزيدي محسوب على الرئيس قيس سعيد الذي قام بإرجاعه وتثبيته في منصبه، ما دفع رئيس الحكومة الى التراجع عن قرار الإقالة الأولو استبعاده من تركيبته الحكومية قبل عرضها على البرلمان لمنحها الثقة.
جيهان غديرة