بعد توقف لثلاثة أشهر.. حركة الطيران المصري خطوات حذرة على طريق العودة

 بعد توقف لثلاثة أشهر.. حركة الطيران المصري خطوات حذرة على طريق العودة
شارك الخبر

بعد إعلان الحكومة المصرية عن عودة الرحلات الجوية، في الأول من يوليو الماضي 2020، والتي توقفت بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، شهدت حركة الطيران في مصر انتعاشا تدريجيا، وارتفعت نسبة إشغالات الطائرات إلى 75% في الأيام التالية لهذا القرار مباشرة، وذلك بحسب بيان سابق صادر عن شركة مصر للطيران.

واستعدت جميع المطارات المصرية لعودة حركة الطيران، بحزمة من الإجراءات الصارمة لمواجهة أزمة فيروس كورونا «كوفيد 19»، ولضمان سلامة وأمن المسافرين والعاملين في قطاع الطيران بمصر، والتي شملت على سبيل المثال توفير منظومة للكاميرات الحرارية التي تقوم بقياس درجات الحرارة للركاب والعاملين إلكترونيا بصالات السفر والوصول بمطار القاهرة الدولي، ويصل عددها إلى 40 كاميرا حرارية، بما يجعلها تعمل على تغطية جميع نقاط المطار.

كما شملت الإجراءات الاحترازية إصدار وزارة الطيران المدني لقرار يحظر دخول القادمين إلى مصر دون وجود ما يفيد بإجراء تحليل PCR للكشف عن فيروس كورونا المستجد بنتيجة سلبي، قبل 72 ساعة على الأكثر من الوصول إلى الأراضي المصرية، على أن يسري هذا القرار على الأجانب فقط «غير حاملي الجنسية المصرية»، ويطبق اعتبارا من 15 أغسطس الجاري، ويستثنى من هذا القرار السائحين العرب والأجانب القادمين بخطوط طيران مباشرة إلى مطارات شرم الشيخ وطابا والغردقة ومرسى علم ومطروح، وكذلك «الركاب الترانزيت» إلى تلك المطارات.

وقامت شركة مصر للطيران بتسيير عدد من الرحلات الجوية إلى العديد من الوجهات المختلفة، في أوروبا وأمريكا الشمالية وبعض الدول العربية التي عادت فيها حركة الطيران، كما استقبلت المطارات المصرية عدد كبير من الرحلات خلال شهري يوليو وأغسطس 2020، والتي بدأت برحلات سياحية في مطاري الغردقة وشرم الشيخ، قادمة من كييف بأوكرانيا، ثم توالت رحلات الطيران بين المطارات المصرية ودول العالم، مع التشديد على تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

وتسبب تعليق حركة الطيران جرّاء جائحة فيروس كورونا التي ضربت العالم أجمع، في خسائر كبيرة باقتصادات الدول، كما هدد عدد كبير من العاملين في القطاع الجوي بفقدان وظائفهم.

وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا – IATA»، قد أصدر بيانا في وقت سابق، أعلن فيه عن الخسائر التي تعرضت لها الدول نتيجة تعليق حركة الطيران وتوقف حركة السفر منذ فبراير 2020، مؤكدا وجود انخفاض في الطلب بنسبة 54.7%، وانخفاض في سعة الركاب بنسبة 40.4%، وخسارة إجمالية تجاوزت 80 مليار دولار أمريكي.

وبحسب البيان فإن نصيب مصر في الخسارة التي ضربت قطاع الطيران حول العالم، تمثل في انخفاض عدد المسافرين بما يعادل حوالي 14 مليون مسافر، وخسائر في الإيرادات تقدر بـ2.2 مليار دولار، ووضع 279 ألف وظيفة في خطر، كما أدت لأضرار على الاقتصاد المصري تصل إلى 3.3 مليار دولار.

وفي ذات السياق، أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي بيانا السبت الماضي، قال فيه إن صناعة الطيران في إفريقيا والاقتصادات المرتبطة بها هي الأكثر تأثرا بتداعيات فيروس كورونا المستجد.

وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي ارتفاع عدد الوظائف التي سيفقدها قطاع الطيران والصناعات المرتبطة به في إفريقيا إلى 3.5 مليون وظيفة، مضيفا أن حركة النقل الجوي للمسافرين ستنخفض في عام 2020 بنسبة 54%، أي ما يعادل أكثر من 80 مليون مسافر، مقارنة بالعام الماضي 2019، مؤكدا أن الناتج المحلي الإجمالي المدعوم بحركة الطيران في أفريقيا قد يفقد 35 مليار دولار مقارنة بخسائر قدرت بـ28 مليار دولار في توقعات سابقة.

وأوضح تقرير «إياتا» أن الأسواق الرئيسية في أفريقيا وفقا لأحدث التقديرات، شهدت تدهورا منذ آخر تقييم للاتحاد الدولي للنقل الجوي في شهر يونيو الماضي، فعلى سبيل المثال فإن عدد كبير من المسافرين والموظفين تعرض لخطر داهم، كما أن تأثيرات هذا الوضع على الناتج المحلي الإجمالي للأسواق الكبرى في القارة السمراء تراجع بشدة مخالفا كل التوقعات.

وأشار التقرير إلى أنه لتقليل التأثير على الوظائف والاقتصاد الأفريقي بشكل عام، يعد التعافي السريع للنقل الجوي عبر القارة السمراء أمرا حيويا، ويمكن تحقيقه من خلال الإجراءات الحكومية في مجالين من المجالات ذات الأولوية، وهما موائمة استئناف حركة النقل الجوي في أفريقيا وتكثيف الجهود لدعم صناعة الطيران.

من جانبه، قال محمد البكري، نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي لإقليم إفريقيا والشرق الأوسط: «إن فيروس كورونا دمر الاقتصادات الأفريقية وأعاق الاتصال الجوي تقريبا عبر القارة»، مضيفا «أنه يتعين من أجل التعافي الاقتصادي لأفريقيا والازدهار المستقبلي، تسريع إعادة التشغيل الآمن لهذه الصناعة».

وطالب محمد البكري، الحكومات الإفريقية ومؤسسات التنمية التي تعهدت بتقديم مساعدات مالية عاجلة، بتقديمها هذه الأموال على وجه السرعة حتى لا تضعف ميزانيات شركات الطيران المجهدة بالفعل، قبل فوات الأوان.

مصر – هشام سرحان

آخر الأخبار