الذكرى 40 لزلزال الأصنام.. فاجعة أليمة يحييها الجزائريون اليوم

 الذكرى 40 لزلزال الأصنام.. فاجعة أليمة يحييها الجزائريون اليوم
شارك الخبر

منذ 40 سنة خلت، وتحديدا في مثل هذا اليوم 10 اكتوبر 1980 والذي كان يوم جمعة، اهتزت الارض تحت أرجل سكان مدينة “الأصنام” الشلف حالياً التي تقع على بعد 200 كلم غرب الجزائر العاصمة.

الساعة الواحدة زوالاً من يوم الجمعة، وقت صلاة الجمعة ضرب زلزال مدمّر بلغت قوته 7.3 على سلم ريشتر، الهزة تلتها هزَّة ثانية بنفس القوة بعد صلاة العصر تسبب في دمار80 بالمئة من البنى التحتية و 10000 ضحية من بينهم 2633 قتيلا وجرحى.

ودمَّر أغلب المباني والمنشآت، وخلف مآسٍ إنسانية لدى العائلات المنكوبة، كما خلف صدعا طوله 36 كيلومترا مع ارتفاع الطبقات الصخرية بـ 6 أمتار بالقرب من منطقة بني راشد.

وإصابة 8369 شخصا، فضلا عن تسجيل 348 مفقودا، وتشريد ما يناهز 6 ملايين، وشعر بها المواطنون من عدة ولايات تبعد عن مركز الهزة بأزيد من 400 كلم.

هبات تضامنية من داخل وخارج الجزائر.. وزيارة ملكة بريطانيا للبلاد

وعلى إثرها هبَّ الجزائريون للتضامن وجمع التبرعات من مختلف ولايات البلاد.  

وتضامن العالم مع ضحايا الزلزال، وكان لافتا جداً زيارة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية لمستشفى مصطفى باشا بالجزائر العاصمة، لمواساة الجرحى وعائلاتهم.

وخلف الزلزال “فوبيا” لدى الجزائريين من شهر أكتوبر، فأصبح اسمه مرتبطا بالزلازل، حتى سماه بعضهم شهر الزلازل والكوارث.

وأطلقت الجزائر نداء استغاثة وتدخل أفراد الجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية وتم تجنيد وتسخير كل مستشفيات الولايات المجاورة لنقل الموتى واستقبال الجرحى.

وتم تجنيد جميع العاملين في مختلف القطاعات للمساعدة والبحث عن المفقويدن تحت البنايات واستمر الوضع لأسابيع ورحلة البحث عن احياء.

و للمرة الـ 40 يسترجع مواطنو الشلف (الأصنام سابقًا) اليوم ذكرى زلزال10 أكتوبر 1980 الذي أتى على 80 بالمئة من المدينة فخلف أزيد من 2600 قتيل وعديد الضحايا المفقودين والمشردين ولا تزال آثار الزلزال إلى اليوم قائمة بالرغم من مرور 40 سنة و ذلك من خلال الشاليهات المنتصبة في حي الشرفة ومختلف البلديات على غرار الشطية و تنس وواد الفضة.

بعد الزلزال أعلنت السلطات عن تغيير اسم المدينة وإعادة إعمار المدينة

وبعد الزلزال العنيف والمدمّر، قررت السلطات الجزائرية تغيير اسم المدينة من “الأصنام” إلى الشلف حالياً.

ولم يكن زلزال العاشر من أكتوبر الأول الذي يضرب الشلف، ففي التاسع سبتمبر 1954 ضرب المدينة زلزال بلغت قوته 6.5 درجات على سلم ريشتر، خلف مصرع 1234 شخصا وجرح المئات، فيما دمر 55000 بناية منهارة و 478948 منكوبا.

تذبذب في شبكة الاتصالات سببت 02 مليار دولار خسائر مباشرة.

وأطلقت السلطات هبة تضامنية كبيرة لإعادة إعمار المدينة مجددا، و كَـ”حَلّ” مؤقت تم تشييد وإقامة شاليهات لإستقبال المنكوبين ريثما يتم ترحيلهم إلى سكنات لائقة.

40 سنة بعد زلزال الأصنام.. الشاليهات لا تزال قيد الاستغلال

الذكرى لا تزال راسخة في ذاكرة من عايشوا هذه الفاجعة خاصة من افتقدوا الأهل و الأصدقاء.

والشاهد على بقايا الأطلال تلك الشاليهات التي لاتزال قيد الاستغلال بالرغم من مرور 40 سنة على الزلزال.

في حين لا يزال أزيد من 4300 شاليه قيد الخدمة نظرا لعدم تسوية ملفاتهم والاستفادة من الإعانة المالية التي منتحها الدولة في إطار برنامج تعويض البناءات الجاهزة التي خلفت جدلا حول مدى صلاحيتها لعيش المواطن في ظروف ملائمة وكذا تشويهها للعمران بمدينة الشلف.

وأوضح عدد من قاطني الشاليهات أن الحالة التي آلت إليها البناءات الجاهزة أصبحت تنغص عليهم ظروف العيش وتهدد حياتهم بالنظر إلى كونها مصدر لعديد من أمراض الحساسية ومرتعا خصبا لتكاثر الحيوانات الضارة.

قاطني الشاليهات ينتظرون ترحيلهم إلى شقق لائقة

وفيما يتعلق بمدة صلاحية البناءات الجاهزة أوضح المهندس المعماري وعضو  المجلس المحلي لهيئة المهندسين بولاية الشلف محمد الرشيد لكحل أن مدة حياة هذه الشاليهات لا ينبغي أن تتجاوز العشر سنوات خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي تعرفها المنطقة.

واليوم بعد مرور 40 سنة فوضعية الشاليهات التي لا تزال تأوي أشخاصا أصبحت تشكل خطرا على حياتهم.

من جهتها، سلطت السلطات الولائية الضوء على مشكل ترحيلهم والذي يعود إلى وفاة أصحاب عقود الشاليهات وعدم اتفاق الورثة على مستفيد أو استحالة الاستفادة من الإعانة المالية لاستفادة المعنيين من عقارات، أراضي صالحة للبناء أو سكنات اجتماعية  أو عدم دفع مخلفات الإيجار.

وفي إطار سياسة إعمار المدينة وتطويرها فقد تم إنشاء عدد من المدن الجديدة تضم مختلف الأنماط السكنية بالإضافة إلى التجهيزات العمومية المرافقة لها مثل المدينة الجديدة بالشطية و المدينة الجديدة بحي بن سونة، المدينة الجديدة بالشرفة، القطب العمراني الجديد بحي الحسنية القطب العمراني الجديد بحي سونلغاز بلدية وادي سلي.

سعاد قبوب

آخر الأخبار