إقالة وزير الداخلية التونسي من مهامه لأسباب مجهولة .. يثير جدلا سياسيا

 إقالة وزير الداخلية التونسي من مهامه لأسباب مجهولة .. يثير جدلا سياسيا
شارك الخبر

جيهان غديرة

أعفى رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، وزير الداخلية توفيق شرف الدين من مهامه، وفقا لما جاء في بلاغ لرئاسة الحكومة، ظهر الثلاثاء.

وسيتولى المشيشي الإشراف على وزارة الداخلية بالنيابة في انتظار تعيين وزير داخلية جديد.

و هذه الخطوة تعتبر سابقة في تاريخ تونس منذ أواسط الثمانينات، عندما تولى الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية في ذات الوقت.

وقد أثارت إقالة ، توفيق شرف الدين، من منصبه، جدلا سياسيا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث ربطها سياسيون ومدونون بقضية توقيف مالك ملهى ليلي مؤخرا.

وتباينت القراءات بشأن خلفيات هذه الإقالة، بين من نزّلها في إطار حرص رئيس الحكومة، هشام المشيشي، على ممارسة صلاحياته الدستورية كاملة وبين من رأى فيها استجابة من رئيس الحكومة لضغوط داخلية.

وفي هذا السياق، دوّن رئيس الكتلة الديمقراطية (ثاني الكتل البرلمانية) في البرلمان محمد عمار، في تعليق على إقالة شرف الدين أن  ” السبب هو تمسك وزير الداخلية توفيق شرف الدين بتطبيق القانون على صاحب ملهى ليلى في محافظة سوسة شرقي تونس، بسبب جريمة قتل ذهب ضحيتها مواطن، ورئيس الحكومة يطلب إخلاء سبيل صاحب الملهى الليلي ” .

في حين كتب هيكل المكي النائب في البرلمان عن نفس الكتلة أي  الكتلة الديمقراطية ورئيس لجنة المالية بالبرلمان، إن “رئيس الحكومة هشام المشيشي أسير الحزام السياسي.. ربي يفك أسره”.

وأضاف المكي أنه من حق رئيس الحكومة إجراء تحوير على تركيبة حكومته لكن عندما يبنى التحوير على فرض أسماء بعينها تمس حقائب بعينها على غرار وزارة الداخلية تصبح الحكومة سياسية.

أما فيصل التبيني ( نائب برلماني )  فأشار  أن سبب الإقالة جاء على خلفية إيقاف رجل أعمال وهو صاحب نزل بمدينة سوسة  لعدم احترامه منع الجولان والبروتوكولات الصحية، حيث تعمد تقديم الخدمات بعد انطلاق توقیت حظر التجوال لغیر المقیمین بالنزل مع تمكينم من وثائق تفید بأنھم مقیمون به.

و في المقابل، علّق عياض اللومي، النائب عن حزب قلب تونس أحد الأحزاب الداعمة لحكومة المشيشي على إقالة وزير الداخلية بالقول على حسابه بشبكة فيسبوك “خطوة هامة في الاتجاه الصحيح”.

و يرجح متابعون للشأن السياسي في تونس أن تدفع هذه الخطوة إلى تأجيج الخلاف بين رئيس الحكومة، هشام المشيشي ورئيس الجمهورية، قيس سعيد، إذ يعتبر البعض أن وزير الداخلية أحد الوزراء المحسوبين على قصر قرطاج.

إذ تعيش تونس منذ أشهر أزمة سياسية غير معلنة بين الرئيس ورئيس الحكومة بسبب التحالفات السياسية، لكن الإقالة ستجعل على الأرجح الصراع معلنا بين الجانبين، وقد تؤدي إلى محاولات لإسقاط الحكومة.

كما أنه من المتوقع أن يجري رئيس الحكومة في الفترة المقبلة تعديلا وزاريا جزئيا وسط مطالب من الأحزاب التي تدعمه بإدخال وجوه سياسية في الحكومة، وهو ما ترفضه أحزاب المعارضة والرئاسة.

ويشار إلى أن شرف الدين هو ثالث الوزراء الذين يقيلهم رئيس الحكومة ، منذ تسلمه لمنصبه، إلى جانب وزير الثقافة وليد الزيدي ووزير البيئة مصطفى العروي.

آخر الأخبار